القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

بسبب قطع التمويل.. لا تاريخ محدد بعد لصرف “الأونروا” مستحقات الشؤون الاجتماعية في لبنان


الخميس، 21 آذار، 2024

كشف الناطق الإعلامي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” في لبنان فادي الطيّار ان الوكالة تلقت بعض التمويل لتوزيع المساعدات النقدية، إلا أنها تأمل الحصول على تمويل إضافي لضمان قدرتها على توزيع المساعدات على أكبر عدد ممكن من اللاجئين المستفيدين منها، مشيراً إلى هؤلاء بأنهم "لاجئو فلسطين المهجرين من سوريا، وشبكة الأمان الاجتماعي وغيرهم من الفئات المستحقة في لبنان".

جاء تصريح الطيّار بعد استفسار طالب به الموقعُ إدارةَ الوكالة بناء على شكاوى كثيرة وصلت إلى الموقع من لاجئين فلسطينيين في لبنان، تساءل أصحابها عن سبب عدم دفع المساعدة النقدية، والتي تقدر بـ 50 دولاراً للفرد الواحد كل 3 شهور، مؤكدين أن آخر مرة تلقوا فيها المساعدة كانت في شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي.

ولم يحدد الطيار أي سقف زمني لدفع مستحقات الشؤون الاجتماعية النقدية لمستحقيها ممن تُصنف حالاتهم بحالات العسر الشديد في لبنان، بعد قطع التمويل من بعض الدول المانحة نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية مزاعم "إسرائيلية" بمشاركة موظفين في الوكالة بعملية طوفان الأقصى.

وعبر الطيار عن أمل إدارة الوكالة في لبنان بأن تتمكن من الإعلان عن صرف المساعدة النقدية قبل نهاية شهر آذار/ مارس الجاري، موضحاً أن الوكالة "تبذل جهودًا كبيرة لزيادة توافر الموارد اللازمة لهذا التدخل الحاسم".

وقال الناطق باسم "الأونروا” في لبنان: إن نحو 60 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان يتلقون المساعدة النقدية الدورية (الشؤون أو حالات العسر الشديد).

وبحسب أحدث إحصاء لوكالة "الأونروا” فإن العدد الإجمالي للاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها في لبنان بلغ 489 ألفا و292 لاجئاً، وتفيد تقديرات "الأونروا” بأن 45 بالمائة من هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في 12 مخيما مكتظاً، ويحصل حوالي 200 ألف لاجئ فلسطيني سنوياً على خدمات الوكالة في لبنان.

وبحسب إحصاء وكالة "الأونروا” فإن معدلات الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مرتفعة، إذ تفيد تقاريرها بأن 80 بالمائة منهم يعيشون تحت خط الفقر.

ولكن مؤسسات حقوقية واجتماعية تؤكد أن هذه النسبة ارتفعت أيضاً مع الأزمة الاقتصادية التي تتصاعد في لبنان منذ عام 2019.

وفي هذا السياق يؤكد مسؤول اللجان الشعبية في لبنان عبد المعنم عوض أن 83 % من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية بلبنان يعيشون تحت خط الفقر.

وأشار عوض أنه "منذ استلامنا لمهمة اللجان الشعبية في لبنان ونحن نبعث رسائل لإدارة الأونروا نطالبها بدفع مستحقات الشؤون في أقرب فرصة كون هذه المساعدة يستفيد منها حوالي 83 ٪؜ من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حسب إحصائيات الوكالة الأخيرة".

وقال عوض: إن اللجان الشعبية طالبت الوكالة بأن تكون المساعدة شهرية وليست فصلية، إلا أن "الأونروا” تتذرع دوماً بعدم وجود التمويل الكافي.

وأشار مسؤول اللجان الشعبية إلى أن وكالة "الأونروا” اليوم متأخرة "3 شهور" عن دفع مستحقات الشؤون الاجتماعية، موضحاً أن لقاء جمعه مؤخراً مع مديرة "الأونروا” في لبنان "دورثي كلاوس" حثها فيه على تسريع دفع مستحقات الشؤون، ولكنها بررت الأمر بتعليق التمويل من بعض الدول المانحة، مؤكدة أنه في حال إعادة التمويل سيتم الصرف فوراً.

كما أوضح مسؤول اللجان الشعبية في لبنان: أن هناك تأثيرات سلبية كبيرة على حال اللاجئين الفلسطينيين في رمضان مع عدم صرف مستحقات الشؤون، لأن حاجات الناس تكثر ومتطلبات العائلة كبيرة.

يذكر أن تأخير صرف المساعدات المالية الدورية لحالات (العسر الشديد) من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يكرس مخاوف كان قد أثارها اللاجئون الفلسطينيون حول توقف محتمل لخدمات الوكالة الذي حذر منه المفوض العام لها "فيليب لازاريني" في الأول من شهر شباط/ فبراير الماضي.

وتتعرض وكالة "الأونروا” لهجمة "إسرائيلية" شرسة ومحاولات لإنهاء وجودها، وفق مخطط كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية هدفه إخراج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” من قطاع غزة، واستبدالها بمنظمة أخرى توفر خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية.

وكانت قد كشفت وثيقة سرية في وزارة الخارجية في كيان الاحتلال، نشرت بعض تفاصيلها القناة "12 الإسرائيلية" في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أنّ الاحتلال يخطط لإخراج وكالة "الأونروا” من قطاع غزّة، واستبدالها بمنظمة أخرى توفر خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية.

وبحسب الوثيقة، فإنّ خطة الاحتلال لإخراج الوكالة، تقوم على 3 مراحل، المرحلة الأولى تتضمن تقريرا شاملا عن تعاون وكالة "الأونروا” المزعوم مع حركة حماس، والعمل على ترويج تلك المزاعم.

والمرحلة الثانية، تستهدف تقليص عمل وكالة "الأونروا” إلى الحد الأدنى، والبحث عن منظمة مختلفة لتوفير خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية للسكان، أمّا المرحلة الثالثة فسيتم نقل جميع واجبات الوكالة إلى الهيئة التي ستحكم غزة بعد الحرب، بحسب ما جاء في الوثيقة التي نقلتها القناة العبرية.

فيما بدأت ملامح المخطط تتكشف بشكل عملي، مع مزاعم الاحتلال "الإسرائيلي" بأن موظفين في الوكالة شاركوا في عملية طوفان الأقصى، والتي اتضح بعدها أن الاحتلال "الإسرائيلي" أجبر موظفين في الوكالة كانوا معتقلين لديه على الاعتراف تحت التعذيب والضرب بأن لهم علاقة مع حركة حماس، وهو ما أكدته وكالة "الأونروا” في تقرير أولي قدمته إلى الأمم المتحدة ومؤسسات دولية.